23 mai, 2007
Abdelhamid Mehri: Pourquoi je n’ai pas voté?
لماذا لم أنتخب؟
الجزائر 19 ماي
2007
عبد الحميد مهري
لم أشارك في الانتخابات التشريعية انطلاقا من قناعات شخصية قد أشترك فيها مع غيري من المواطنين· إنني لم أكن،
باختصار، مطمئنا، عند ما أنتخب، أنني أؤدي واجب الاختيار الحر الذي يرتبط بالمواطنة، أو أنني أواصل السير في نفس
الطريق الذي جمع جيلنا بقوافل الشهداء، أو أنني أساهم في بناء مستقبل أفضل للأجيال التي تأتي من بعدنا·
لكن مقاطعة الانتخاب ليست قضية شخصية فقط، بل هي ظاهرة اجتماعية لها أسبابها وأبعادها في الحياة السياسية· وأنها بالتأكيد ليست برنامجا سياسيا يمكن أن يساهم في حل مشاكل البلاد ولكنها رسالة من المجتمع يجب على الذين بيدهم صياغة القرار أن ينزلوها منزلتها الصحيحة· ويخصّوها بقراءة سليمة تتجاوز النظرة إليها كمجرد شعارات ترفعها أحزاب أو شخصيات قد نختلف معها في الاتجاه أو الممارسة السياسية· لأن جوهر القضية هو لماذا يقاطع الناخبون الانتخابات من تلقاء أنفسهم أو يستجيبون لدعوة المقاطعة؟
هناك أسباب عديدة ساهمت في تضخيم ظاهرة المقاطعة، منها:
-غياب النقاش الجاد حول التحديات الداخلية والخارجية الحقيقية التي تواجهها بلادنا، والالتفاف عليها بعموميات غامضة، ومحاولة الفوز بالمصداقية عن طريق دغدغة المشاكل اليومية للمواطن·
-تقديم صورة عن الانتخابات التشريعية في جميع مراحل ومستويات تحضيرها، بأنها في الأساس عملية ترمي للإبقاء على نظام الحكم القائم، وترميم السدود التي أقيمت للحيلولة دون تطويره أو تغييره·
-الاعتقاد السائد بأن المشاركة في الانتخابات واختيار نواب جدد مهما كانت كفاءاتهم، في ظل نظام الحكم القائم لا يقدم ولا
يؤخر شيئا·
صحيح أن تزوير الانتخابات، بالمعنى التقني والتقليدي للكلمة، لم يعد هو العامل الأساسي الذي يكيّف نتائجها، ذلك أن السلطة دجّنت الساحة السياسية كما تريد طيلة سنوات عديدة، وبطرق ووسائل مختلفة، إلى حد يمكنها من مخاطبة السحب الانتخابية مطمئنة: أمطري حيث شئت فسيأتينني خراجك·
إن العزوف عن المشاركة في الانتخاب، الذي اتسع بشكل ملحوظ، يعكس الطموح إلى تغيير سياسي عميق، أصبح اليوم
حلما مشتركا بين جميع شرائح المجتمع، رغم اختلاط هذا الحلم بما يشبه اليأس من حدوثه في المنظور القريب·
فمتى يدرك المسؤولون وأصحاب القرار أن معطف نظام الحكم لم يعد يتسع للمجتمع الجزائري اليوم؟