18 juin, 2008
Tahar Ouattar descend en flammes Boudjedra
احتراما للرأي العام الذي له نظرة خاصة للمثقفين والأدباء، تنزههم عن التفاهة والابتذال، واحتراما لسن الشيخوخة التي نحن فيها، واحتراما للدور الذي علينا أن نلعبه كطلائعيين نوحد ولا نفرق، ندعو إلى الخير والحق والجمال، ونسعى لأن يقتدي بنا الناس.
احتراما لكل هذا، سكتنا عن تهجماتك المسعورة، التي تواصلت منذ 1982 سنة اكتشاف بختي بن عودة رحمه الله، سطوك على كتاب محمد بنيس ونشره في جريدة الوحدة باسمك.
نقول، سيستفيق هذا الرجل، سيراعي ما تبقى له من مكانة، لكن كلما مرت الأيام، وكلما هبطت أسهمك، ازداد سعارك.
هددتك برفع دعوى قضائية، فسكتّ أشهرا قليلة، ثم لما تبين لك أن ذلك مجرد تهديد، وأن رئيس جمعية ثقافية محترمة، لن تسمح له أخلاقه بجرجرة كاتب، مهما كان رأيه فيه، إلى المحاكم.
مكانتي يا أبا جدرة، هي الأصبع الذي يوجعني، والذي تستغله فتمسكني منه.
لو أنك تتعرض لكتاباتي بالنقد والتحليل، وحتى بالشتم والقذف وتزوير الحقائق، لما اعترضت، فهذا حقك، وحق جميع الناس.
لكن أن تقذف وأن تقذف، بكل التعابير غير الأدبية وغير الأخلاقية، مفتعلا خلافا شخصيا، أو دفاعا عن هذا أو ذاك، بينما المسألة وما فيها، هي سقوطك من عليائك، يوم مددت يدك إلى كتاب محمد بنيس، بيان الكتابة.
يا أبا جدرة، أعلم أنك تعاني مشاكل هوية وانتماء، فلا أنت من عين البيضاء، حيث عبر أهلك، ولا أنت من جيجل حيث مايزال يقيم البعض من أهلك.
ولا أنت من تونس، حيث زاولت مراحل التعليم وما تتطلبه من سنوات، ولا أنت من الجزائر التي لم تدخلها، إلا بعد الاستقلال زاعما، وأنت المولود، في ,1941 أنك حملت البندقية وحررتها، وما إن استقر بك المقام، حتى غادرتها إلى إسبانيا، وما إن عدت إلى الجزائر، حتى غادرتها نحو فرنسا (أتذكر يوم جئتك صحبة الأستاذ الطاهر بن عيشة والصحفي المتخفي يومها بوزيد كوزة، إلى الثانوية بالبليدة حيث تدرس، أدعوك إلى الالتحاق بمنظمة المقاومة الشعبية، أو على الأقل استنكار الانقلاب على الجمهورية، 19 جوان 1965 أرجعتنا خائبين.)
عدت إلى الجزائر (فاتحا لصالونات الوزراء ورجال الأمن ورفاق السوء، ومرافقا للرؤساء).
بالإضافة إلى إشكالية هوية، هناك إشكالية انتماء، فلا أنت شيوعي يناضل بغير ادعاء، ولا أنت عدمي، يعيش الحالة، لا أنت من المفرنسين ولا أنت من المعربين.
يا سي رشيد أبا جدرة، قبل أن أقول لك بكل إلحاح:
ـ دعنا نشتغل فوقتنا أضيق من أن نضيعه في الترهات،أسألك. ماذا يكون موقفك ممن ثبتت عليه السرقة بجميع الأدلة القاطعة؟ (وهي في حوزتي وقد تنشر في كتاب كظاهرة جزائرية)، هل يستعيد هذا اللص احترامه ومصداقيته ذات يوم في نظرك؟