26 mars, 2009
Salah Eddine Sidhoum : الحملة الانتخابية كرنفال ومهزلة باتجاه تسونامي شعبي
قال بأن العقلية الستالينية هي التي تحكم الجزائر
ناشط جزائري لـ »قدس برس »: الحملة الانتخابية كرنفال ومهزلة باتجاه تسونامي شعبي
الجزائر ـ خدمة قدس برس
دعا ناشط حقوقي جزائري من أسماهم بـ »العقلاء والحكماء » داخل النظام الحاكم في الجزائر إلى ضرورة الإصغاء لصوت العقل والحكمة والجلوس إلى الحوار مع حكماء المجتمع المدني وقادة الطبقة السياسية من أجل التوافق على مخرج لأزمة الشرعية السياسية التي قال بأن الجزائر تعيشها منذ استقلالها عام 1962.
وأكد الناشط الحقوقي الجزائري الدكتور الجراح صلاح الدين سيدهم في تصريحات خاصة لـ »قدس برس » أن التجاوب الشعبي مع الأسبوع الأول للحملة الانتخابية الرئاسية لا يزال فاترا وتوقع أن يستمر الفتور على الرغم من الامكانيات الضخمة التي توفرها الدولة، وقال: « لا يوجد خلال الأيام الأولى للحملة الانتخابية الرئاسية أي اهتمام شعبي بها، وهي أشبه ما يكون بكرنفال انتخابي تشرف عليه أجهزة الاستخبارات والمصالح الخاصة التي تجند العمال والتلاميذ وتأتي بهم إلى الساحات العامة في مهرجنات هزلية لتصويرهم في التلفزيون، وهذا جزء من أعمال الأنظمة الستالينية البالية التي تستعمل من أجل أغراض الدعاية السياسية ».
وأعرب سيدهم عن أسفه لاستمرار النظام في اعتماد النمط الستاليني في حكم الجزائر على الرغم من أنه سقط في كل بقاع العالم، وقال: « في الجزائر نمط ستاليني، فنحن نعيش في ظل نظام واحد وحزب واحد، على الرغم من كل البلدان التي شهدت هذا النمط من الحكم تغيرت سواء في أوروبا الشرقية أو أمريكا اللاتينية، وظلت الجزائر هي البلد الوحيد التي تحكم وفق النمط الستاليني ».
ووصف الناشط الحقوقي الجزائري، الذي كان قد قضى تسعة أعوام في السرية الإجبارية بسبب حكم صادر بحقه لمدة عشرين عاما في آذار (مارس) عام 1997 قبل أن تبرئه المحكمة عام 2003، الحملة الانتخابية بأنها « مسخرة ومهزلة »، وقال: « ما يجري عندنا هذه الأيام لا علاقة له لالانتخابات في شيء، وهو مهزلة بل مسخرة، وهو لا يعكس قوة النظام، فهذه القوة الوهمية للنظام مستمدة في الحقيقة من ضعف الطبقة السياسية بل هي غير موجودة، ولذلك فإن النظام يعيش آخر مراحله حتى أنه لم يجد حتى المرشحين العاديين الذين يمكنهم أن يخوضوا حتى عملية انتخابية مسرحية، فكل هؤلاء الذين نراهم على الساحة ليسوا إلا « أرانب » لم يسمع بهم الشعب الجزائري من قبل »، على حد تعبيره.
وأرجع سيدهم ضعف الطبقة السياسية وتراجع دورها إلى أسباب موضوعية وذاتية، أما الموضوعية فهي الخطة الأمنية التي اعتمدتها السلطات الحاكمة بهدف إضعاف أي دور للمعارضة، وأما الذاتي فيعود لخلل بنيوي في الطبقة السياسية ذاتها التي لم تستطع ابتكار آليات سياسية جديدة لمواجهة النمط السياسي الستاليني، كما قال.
وحذر سيدهم من أن عدم سيادة منطق العقل والحكمة واستمرار النظام الحاكم في تكريس حالة اليأس من التغيير عبر الوسائل السلمية سيقود البلاد إلى الفوضى العارمة، وقال: « إذا لم نجد حلا حقيقيا للأزمة السياسية في الجزائر، التي تكمن أساسا في شرعية النظام الحاكم منذ الاستقلال عام 1962، وإذا لم يختر العقلاء من رموز السلطة الحكمة والمنطق والعقل لكي يتفاوضوا مع الحكماء والعقلاء من الطبقة السياسية وقادة المجتمع المدني، فإن البلاد ذاهبة إلى تسونامي شعبي سيحطم ليس فقط النظام وحده بل الجزائر بالكامل ».
وأشار سيدهم إلى أن النداء الذي أطلقه عدد من النشطاء الحقوقيين والسياسيين الجزائريين يوم 19 آذار (مارس) الجاري من أجل الحوار والتأسيس لمخرج سياسي من أزمة الشرعية السياسية، يمثل الخيار الأمثل في المرحلة الراهنة، وقال: « لقد لقي البنداء الذي أصدرناه يوم 19 آذار (مارس) الحالي والذي لم نكتف فيه بتشخيص الأزمة وإنما قدمنا حلولا عملية لتجاوزها ومددنا يدنا للحكماء والعقلاء في النظام من أجل جمع الشمل لإنقاذ الجزائر، ترحيبا كبيرا ليس فقط لدى الأوساط السياسية والشعبية، بل حتى لدى عدد من القادة السابقين في النظام الذي اتصلوا بنا وأشادوا بالنداء باعتباره يعكس الاجماع الوطني من أجل جمع الشمل والتغيير الجذري والسلمي للنظام الحاكم في الجزائر »، على حد تعبيره.