22 août, 2009
السدراية، القرية المنسية
بقلم فارس وحيد
إذا كان سكان بلدية السدراية يتطلعون إلى أن تنضم قريتهم إلى قائمة بلديات ولاية البويرة خلال التقسيم الإداري المقبل لحل مشكلة المسافة التي يعانون منها في التنقل إلى حيث مقر جل المؤسسات الإدارية بمدينة المدية فإن المنذر بالخطر هو الأوضاع الاجتماعية لهذه القرية المنسية. يبدو أن بعضا من سكانها يحاول أن يدق ناقوس الخطر لكن لا حياة لمن تنادي أو ربما لا منادي ينادي! في الحالتين تظل السلطات المعنية مطالبة بالكف عن إهمال هذا الجزء من الأرض الجزائرية الطيبة .
وقد تكون مسألة التنقل هينة أمام معضلة البطالة التي تلقي بآمال و أحلام شباب القرية في ذاكرة النسيان حيث لا توجد أي فرصة عمل و لا يعمل بهذه القرية سوى موظفي البلدية الذي لا يتجاوز عددهم أطراف أصابع اليد الواحدة. وللتوضيح فإن السدراية قرية جديدة المنشأ حيث يعود تأسيسها إلى السبعينيات إبان ولاية الراحل هواري بومدين الذي كان ينوي تغييرا جذريا لأوضاع الفلاحين عبر إعادة توزيع الأراضي الفلاحية تحت شعار « الأرض لمن يخدمها » و عبر إقامة ما كان يعرف بالقرى الاشتراكية و كان طبق على السدراية ذلك المشروع الذي شيدت عبره القرية على أراض خاصة التي لم يستفد أصحابها حتى اللحظة من التعويضات التي وعد بها النظام السابق إثر عملية تعويض واسترجاع الأراضي المؤممة. و يذكر أن السدراية قرية فلاحيه بامتياز لكن يشح الدعم المالي الحكومي لصالحها و تنعدم الاستثمارات الخاصة ما يجعل من هذه المنطقة صحراء قاحلة يابسة يائسة!
لا يتجاوز تعداد سكان السدراية سبعة ألاف و خمس مئة نسمة و يسكن معظمهم في أكواخ و بيوت قصديرية و منذ تأسيسها لم تشهد القرية مباني سكنية جديدة غير التي بنيت في الثمانينات و عددها خمسة و ثمانين مسكنا! و رغم كثرة الأوجاع وقسوة المكان وواقع القرية وعذاب المسنين و بؤس الأطفال و يأس الأمهات و عجز الآباء، فإن أهالي السدراية لا تحني رؤوسها و لا تذرف دموعها و لا تنظر إلى الخلف أبدا و تعتقد أن الأيام الماضية لم تكن طيبة و الأيام الطيبة هي اليوم و أفضل منها الأيام الآتية . و يرفع سكان السدراية أيديهم إلى السماء لعلى الله عز جلاله يرزقهم عملا يسد رمق أسرهم إذا ما نظرت صوبهم السلطات المعنية و أخذت شكواهم على محمل الجد و إذا ما نظر إلى أحوالهم كذلك المستثمرون المحتملون و المؤمنون الأثرياء الذين لا يصلون فقط بالحركة و الخشوع!
Merci monsieur Farès pour votre article. El Mouhtarem