مصطفى بوشاشي لوقت الجزائر: جوهر ميثاق السلم والمصالحة يفتقد إلى الحقيقة،
مرت خمس سنوات على دخول ميثاق السلم والمصالحة الوطنية حيّز التنفيذ، ما هو التقييم الذي تضعونه عن هذه القضية؟
مصطفى بوشاشي: الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان ترى أنه ليس هناك مصالحة وطنية أصلا، فالنظام السياسي قام بإلغاء المسار الانتخابي للمحافظة على استمراريته، ما تولّد عنه تجاوزات خطيرة من جانبه ومن جانب الجماعات المسلحة، التي قامت بانتهاكات في حقوق الإنسان، وبالتالي فإن قانون المصالحة الوطنية، في مفهومنا نحن، يعني التكفل فقط بالجانب الاجتماعي لضحايا المأساة الوطنية.
يعني هذا أن تدابير الميثاق لم تكن كافية في نظركم؟
بكل تأكيد، فميثاق السلم والمصالحة الوطنية جاء فيه أن كل الجرائم التي ارتكبت ليس من حق الشعب أن يعرف من ارتكبها ولماذا، وبالتالي فإن ضحايا المأساة الوطنية لن يكون باستطاعتهم معرفة حقيقة ما وقع لذويهم، ونعتقد جازمين أنها ليست بمصالحة وطنية، فقبل طي الصفحة يجب أولا معرفة حقيقة ما جرى، كما أن صياغتها أهملت مشاركة الجميع سيما الفعاليات السياسية
.
هناك حديث عن العفو الشامل، البعض يرى أنه سيكون آخر حلقة بعد قانون الرحمة، الوئام المدني والمصالحة الوطنية.. ما هو موقف الرابطة من هذه القضية؟ هل أنتم من المؤيّدين أم لا؟
لم أجد في كل تجارب العالم مصالحة كتلك التي تم تطبيقها بالجزائر، قبل الحديث عن العفو الشامل، الرابطة تؤكد مرة أخرى أن قانون المصالحة هو تكريس لسياسة اللاعقاب، وإلغاء للذاكرة الجماعية، فمن حق الأجيال القادمة معرفة ما جرى لحماية البلد من أزمات أخرى من هذا النوع. أما فيما يخص قضية العفو الشامل فليس من حق أحد الإعلان عنه، كون هذا الإجراء، يتنافى مع الاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها الجزائر، زيادة على ذلك لا يمكن التكلم عن أي عفو بدون إشراك ضحايا المأساة الوطنية
.
لا يزال ملف المفقودين مطروحا، رغم تأكيد السلطات على أنها قامت بكل شيء لأجل التكفل بعائلاتهم.. هل تعتقدون أن هذه الحالة لم يتم التكفل بها بشكل جيّد من قبل الدولة؟
هناك 10 آلاف مفقود ولا يمكن للنظام أن يقفز فوق هذه القضية أو أن يقول إن هذا الملف قد أغلق بمجرد سن قانون. مسألة المفقودين ستظل مفتوحة إلى أن يتم الإجابة عن تساؤلات أهاليهم، وهي معرفة مصير كل واحد منهم، والحديث عن طي الملف هو كلام غير جائز
/www.wakteldjazair.com.
Laisser un commentaire
Vous devez être connecté pour rédiger un commentaire.