مذكرة حسين أيت أحمد إلى الأمانة الوطنية
الجزائر، 11 جوان 2011
رفقائي الأعزاء
بعد لقاءاتي مع أميننا الوطني الأول و رئيس لجنة الأخلاقيات للحزب، أود أن أشاطركم أهم المواضيع التي تطرّقنا إليها خلال محادثاتنا.
تشهد بلادنا استمرارا في الأزمة، فالإصلاحات المقترحة من طرف رئيس الدولة هي منقوصة المصداقية وغير كفيلة بمجابهة التسونامي السياسي، الاقتصادي و الاجتماعي الناجم عن عقد دموي كامل، تلاه عقد آخر من الافتراس و النهب الشرسين.
إني أتساءل عن المهام الحقيقية الموكلة لهذه الجنة. بصفة موضوعية، إنهم يريدون كسب الوقت و التمويه بصفة أكبر. كيف فضلوا هذا الظرف الزمني لإبرام قافلة من الصفقات التجارية والمصرفية مع الشركاء الأجانب في ضل ضبابية مطلقة؟ يُعتبر هذا الأمر تهديدا لأمن الوطن ولسيادة البلاد. ألا يستغلون الوضعين الوطني و الإقليمي لشرذمة و نهب البلاد ؟ بالتأكيد أن هذا البلد لا يستطيع التوقف عن الحياة ولكن القرارات الاقتصادية والمالية التي ترهن مستقبل أجيال كاملة تتطلب مناقشة شفافة وجادة وإجماع الأمة. بالأمس، اتُخذت قرارات في عجلة و ضبابية تامة في حين أن هذا التعامل يُعتبر تلاعبا بمصير بلاد بأكمله. بالنسبة لنا ، هذه الفترة قد انتهت.
ستقول الحقيقة، كل الحقيقة للرأي العام الوطني في الوقت المناسب و ستقترح التدابير اللازمة لمنع نهب و بيع البلاد.
أما عن الدواعي السياسة للأزمة، فإننا نرى بأن مشكل الحكم في البلاد بعدما فكك الروابط بين الدولة و المواطنين ثم بين المواطنين بعضهم، فإنه في صدد تهديم العلاقات بين الهيآت نفسها.
هذا من شأنه المخاطرة بتحويل أزمة الحكم إلى أزمة دولة معطلة. هذا يستطيع ربط الجزائر بصفة جد خطيرة إلى الأزمة العالمية.
على الصعيد الإقليمي ، فإن الحرب الليبية الناتجة عن العمل الإجرامي الذي يقترفه نظام القدافي و النوايا الامبريابية الفرنسية، البريطانية و….الأمريكية، تِؤدي إلى التخوف من إمكانية الخراب.
من الصعب فهم الموقف الرسمي الجزائري تجاه هذه القضية: من جهة مساندة رسمية للقدافي باسم حجة الاستقرار في حين نشهد حملة إعلامية في الصحافة و المواقع الالكترونية تحذوا حذو المواقف الفرنسية.
أدان الرأي العام من جهته موقف القدافي و تأسف للتعامل الرسمي الجزائري.كما أدان العدوان العسكري ضد ليبيا .
علاوة على ذلك، الاضطرابات التي تعيشها الثورات التونسية و المصرية الفتية تُقلق الرأي العام و تؤثر على معنوياته. لكنها، تُشجع أغلبية الرأي العام في قناعته بأن وحده عمل منظم ينخرط في منظور ديمقراطي و سلمي كفيل أن يُسفر على بديل جاد للأزمة الوطنية.
إن خيار الانقلاب العسكري ، قد تلقى بعض الأصداء لكن لم يتمكن من الإقناع خارج بعض الدوائر الضيقة .
رفقائي الأعزاء:
فيما يتعلق بحزبنا ، أود أولا أن أوجهكم إلى نص رسالتي التي وجهتها إلى الدورة الأخيرة للمجلس الوطني و التي اختتمت كما يلي: » هذا الوقت جد مهم، إلى درجة دفعنا إلى بذل جهود قصوى.علينا أن نكون قادرين على تقديم الأفضل من نفسنا ليس في نطاق أعمال بطولية كاذبة و مذهلة لكن في الانضباط الذي سنعمل لفرضه على أنفسنا. هذا الانضباط الذي سيجبرنا على تجاوز الصعاب يوميا من أجل البناء ، البناء ، البناء. «
في وقت أين حاول البعض أن يُشركونا في عملية تدمير هذا الملك، الجزائر، سيشهد التاريخ و الأجيال الصاعدة على مدى تمسكنا و نضالنا من أجل الحفاظ عليها.
لكن لنعد إلى هذا الوقت المحدد الذي يجبرنا على اتخاذ الإجراءات الصحيحة. لقد تمكنا من تقدير مدى الاحترام الذي يكنه الجزائريين و شركائنا الأجانب لحزبنا. هذا الاحترام ، علينا استثماره في بناء هيأت قادرة ، ابتداء من الحزب، على التقرب من الجزائريات و الجزائريين الذين يشاطروننا قيمنا التي تنادي بالديمقراطية ، الحرية و الالتزام المدني.
لهذا الصدد و بعد مشاوراتي مع الأمانة الوطنية،كلفت هذه الأخيرة لاتخاذ عدد من الإجراءات التي ستكون موجهة إلى توفير الأدوات التي لها مهمة مزدوجة ستسمح في تسريع مسار التفتح على المجتمع و الشروع في عملية التقييم.
لقد حددنا أربعة مشاريع التي تكتسي طابع الأولوية: الشباب، العمال، المرأة و خارطة الطريق المرحلية لإعادة هيكلة الحزب.
رفقائي الأعزاء:
لقد طلبت من الأمين الوطني الأول إجراء تعديل لطاقم الأمانة الوطنية قصد توفير فرص نجاحنا.
و في الأخير، أعلمكم بأني قد طلبت رئيس لجنة الأخلاقية لتعزيز طاقمه قصد تمكينها من أداء مهامها و ممارسة صلاحياتها. ستلعب هذه الهيأة دورا مصيريا في حياة الحزب نظرا للتحديات التي تنتظرنا.
أتمنى لكم التوفيق في عملكم.
حسين.
un message claire memme tres claire
Roudjou3 illa al assil fadhila! Wa ahdith fih quiass ya el khawa